This is default featured post 1 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

This is default featured post 2 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

This is default featured post 3 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

This is default featured post 4 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

This is default featured post 5 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

السبت، 28 أبريل 2012

My secret is that I have fallen in love with you.

Dear  My Love


I want to tell you something I have never told you before. It is a
My Secretlittle secret that I have been keeping. I think I have known you long
enough to finally tell you this secret, but I am still a little afraid
of what you might think. This is a pretty big secret, and you would be
the first person I have ever broken its secrecy with. I am so nervous,
that I am unable to tell you in person. I am forced to open up this
secret with paper and pen and hope that you will take its importance
to heart.
This secret is very special to me. And the only reason I am entrusting
it to you is because our relationship is becoming very important to me
and I think it is only fair for you to know. It is something that you
should know and need to know, otherwise our relationship would be at a
standstill. I only hope you will understand as soon as I reveal to you
this mystery.
I am sure you will understand why I am so nervous. It is not a
terrible secret nor some heinous skeleton in the closet. I have done
nothing wrong in my life and I am not trying to keep anything from
you. Actually, this secret only developed quite recently and I have
been reluctant to accept it. But now I know that it is real and it is
here to stay. And all I can do is to hope that you will be happy when

I tell you. Be gentle, for my whole heart is on the line.

My secret is that I have fallen in love with you.


All My Love
{ Said Elassal }

الخميس، 26 أبريل 2012

أحاسيس الروح

أحاسيس الروح

أذهب إلى العمل في الصباح و أعود في المساء للبيت يحدث هذا خمسة أيام في الأسبوع يحدث هذا في مدينة هولندية في الشمال . حين أنزل في الصباح مدونـة خواطر وأحلام, كثيرا ما أجد على محطة الأتوبيس فتاة شقراء في خدها طابع الحسن بمجرد أن تراني قادما من بعيد تحول وجهها للناحية الأخرى . لا تنظر في وجهي أبدا مهما طال وقوفنا . وعندما أعود إلى البيت في المساء أفتح التليفزيون وأغلقه وأفتح الراديو و أغلقه و أتجول قليلا في الشقة الخالية . أعدل أوضاع الصور على الحائط و الكتب في الأرفف , أغسل صحونا ,أكلم نفسي في المرآة قليلا... يتقدم الليل و في معظم الليالي يكلمني في التليفون صديقي احمد شوقي الذي يسكن في مدينة أخرى .يسألني : هل هناك أخبار ؟ أقول : ليست هناك أخبار . فيشكو أحواله قليلا وأشكو أحوالي قليلا , و أخيرا يتنهد ويقول : ربما أطلبك غدا . بعد فترة أنام . غالبا ما يحدث هذا وآنا اقرأ . في هذا الأسبوع أهداني محمد مطر صديقي في العمل , كتابا عن الصوفية .كنا قلة من العرب نعمل في مؤسسة عربية في هذه المدينة , ولكن رئيس المؤسسة و معظم العاملين فيها كانوا من الأجانب . في هذه الظروف أحب محمد الصوفية . ولما كنت عائدا إلى البيت في المساء , بدأت أقرأ الكتب في الأتوبيس قرأت قليلا إلى إن قال الكاتب : إن الروح تغادر الجسد في بعض الأحيان , و تقوم ببعض الجولات . يحدث هذا بالليل في أثناء النوم و إن لم يكن شرطا تلتقي الروح أحيانا بأرواح شريرة و أحيانا بأرواح طيبة , يحدث اتصال . شعرت بالخوف و أغلقت الكتاب .... سألني جارى في الأتوبيس : ما هذه اللغة ؟ و عرفت أنه غريب مثلى لان أهل البلد لا يكلمون أحدا . وعندما رددت علية , قال لغة طريفة . معظم الحروف تكتب تحت الأسطر . قلت له : أنني لا افهم فامسك الكتاب و فتحه أشار إلى الراء و الواو و الزاى وإلى الميم و العين و الحاء في أواخر الكلمات . أشرت بانتصار إلى الآلف و الباء الدال و الطاء . قال : ولكن عندما تنظر آلي الصفحة تلاحظ أن معظم الحروف تحت السطر . سألته عن معنى ذلك , فقلب كفيه . عندما وصلت إلى البيت , طلبني أحمد شوقي في التليفون مبكرا و سألني عن الأخبار . قلت له عن الجولات التي تقوم بها الروح وأن معظم الحروف تكتب تحت السطر . سكت قليلا ثم سألني : الجو بارد عندكم ؟ قلت : نعم فقال : عندنا يسقط الثلج . ثم سألني فجأة : كيف تتجول الروح ؟ أين تذهب ؟ قلت : لا اعرف , وفى الغالب لن اقرأ الكتاب . قال : هل يمكن إذن أن ترسله لي بالبريد ؟ فوعدته أن أفعل ذلك . 

في الصباح ذهبت إلى العمل . كنت سريعا و نشيطا لأقاوم البرد . ولكن في محطة الأتوبيس كانت الشقراء هناك , و حولت وجهها . دهشت من نفسي مدونـة خواطر وأحلاملأنني أهتم بذلك . وقلت ملعون أبوها كان كتاب الأرواح معي لكي أرسله بالبريد . ولما ركبت الأتوبيس قلت لنفسي إنه ربما كانت المسالة عادية , وربما يجب أن أقرأ صفحة أو صفحتين لأعرف كيف تتجول الروح , و ماذا تفعل . ولكنني قاومت ذلك . و بينما كنت في الأتوبيس بدأ الثلج فجأة في السقوط . سقط في البداية مثل قصاصات عشوائية متطايرة من الورق الأبيض ثم أصبح غزيرا و كثيفا و غلف العالم خارج الأتوبيس بستارة متحركة من نمنمة بيضاء بلا نهاية . برغم ذلك نزلت في محطة مكتب البريد . وضعت الكتاب تحت معطفي حتى لا يبتل و جريت حتى المكتب و لكن في خطوات محسوبة لكي لا تنزلق قدمي في الثلج الناعم . و قبل أن ادخل المكتب توقفت لأنفض الثلج عن شعري و عن معطفي اصطدم بي شخص من الخلف . التفت و كانت هي الفتاة هي فتاة المحطة . التقت نظراتنا لثواني وتمتمنا في نفس الوقت بالاعتذار , ثم تخطتني و اندفعت إلي المكتب و قفت في طابور قصير أمام شباك تسجيل الرسائل الذي لم يفتح بعد , و عندما فتح الشباك رأيتها تجلس خلفه بعد آن خلعت جاكتتها الصوفية . كان شعرها الأصفر مقصوصا حتى رقبتها و مفروقا في الوسط تتدلى منه خصلة مصففة بعرض الجبين , و كان ذلك و طابع الحسن في خدها يعطيان وجهها المستدير الجميل شيئا من الطفولة و جاء دوري فسلمتها الكتاب و تطلعت لثواني بدهشة إلى غلافه بزخرفته المذهبة ثم تجمدت ملامحها مرة أخرى . على عادة أهل البلد حين يعملون . وضعت الكتاب على ميزان و قالت لي عن الثمن . لم تنظر في وجهي . 

كان الثلج مازال غزيرا عندما خرجت . فرش الأرصفة بالفعل و كسا أسقف السيارات الملونة التي كانت تسير ببطيء بغشاء موحد رقيق . لم تكن معي مدونـة خواطر وأحلاممظلتي فوقفت احتمى من الثلج في مدخل مكتب البريد . بدأت أقلق لأنني تأخرت عن موعد العمل . ولكن لم يكن هناك ما أتستطيع عملة في هذا الجو . جاء عبر الطريق رجل يعدو ووقف إلي جانبي و هو يلهث وراح ينفض الثلج عن ثيابه , وحين انتهى وضع يديه في جيبي معطفه وأخذ يزفر الهواء دخانا من فمه وأنفه . كانت السيارات تمر أمامنا بطيئة ترسم إطاراتها شريطا أسود منقوشا وسط الثلج في إسفلت الطريق , فاندفع الرجل ورفع إبهامه لعدة سيارات لكن أحدا لم ينظر إلية . رجع إلى المدخل وقد تكوم علية ثلج جديد ثم نظر إلي بشيء من الغضب , و قال : أنت أجنبي , أليس كذلك ؟ هززت رأسي , فقال : عندكم أوغاد بهذا الشكل ؟ لا يتوقفون حتى مع هذا الثلج ؟ قلت : عندنا شمس . سألني : وما الذي جاء بك ألي هنا ؟ أشرت بإصبعي إلي السماء , فضحك . في المكتب قال لي رئيسي الأجنبي و هو يلوح بيديه " شويه .. شويه " وكان يعتقد أن هذا يعنى بالعربية أنني جئت متأخرا قلت إن هناك ظروفا تحدث . ولكنه كان سعيدا لأنه تكلم بالعربية ولأنني فهمت . سألني عن صحتي , هل هي جيدة ؟ فقلت : نعم . و عندما قابلت محمد مطر سألني إن كنت قد قرأت في الكتاب , قلت : لا . هز رأسه في حزن و قال : خسارة , روحك شفافة . ثم دفع سبابته في صدري و قال : يمكن أن ينبت بستان في صدرك قلت له : إن صدري مثقل بما فيه الكفاية . فقال : في هذه التربة ينبت البستان . دفعت سبابتي في صدره و قلت : يكفي بستان واحد في المكتب . وانصرفت عنه. 

 في المساء عدت إلي البيت . كان الثلج على الرصيفين عاليا يمتد بساطا ناعم ولامعا على جانبي الطريق الأسود المغسول , و كان يصنع من أغصان الأشجار العارية من الأوراق ثعابين بيضاء متعرجة , و بنقط أوراق الأشجار القليلة التي تحتفظ بخضرتها بزهور منيرة . كان هناك الدفء الذي يعقب الثلج و سكون . في البيت لم أفتح التليفزيون . نظرت من النافذة و كان الثلج في كل مكان , و السيارات المحاذية للرصيف قببا بيضاء بلا معالم . كان صمت و حزن , فجلست أتأمل حولي . و عندما طلبني أحمد شوقي في التليفون قلت له : إن الثلج قد وصل . فقال لي إن ثلجا يغمر روحه . سألته عن السبب , فقال إنه اكتشف أنه مرت عليه عشر سنين و هو يعمل في بنوك هذه البلدة و قد تزوج واحدة من البلد طيبة و جميلة , و حصل على الجنسية فيها و الناس تحسده لذلك , ولكنه تعيس جدا . سألته مرة أخري عن السبب , فقال : أليس عمل البنوك نوعا من الربا ؟ هناك شيء قلق في ضميري . قلت له آلا يهتم وأنني أرسلت له الكتاب في البريد , وإذا كانت روحه شفافة فسينبت له بستان في صدره ضحك و قال : حرارتي مرتفعة لأنني تعرضت للبرد و أكلت زبده بالثوم , وأظن أن روحي الآن كثيفة . قلت له : خد حبة أسبرين و نم . 

 في الصباح لم أذهب ألي العمل . كان ذلك يوم السبت , لكنني صحوت في نفس الموعد كأيام العمل وأخذت و آنا في الفراش أرتب في ذهني الأشياء التي سأفعلها . سأشترى خبزا وأكلا يكفيني بقية أيام الأسبوع . سآخذ ثيابي للمغسلة . في المساء سأذهب إلى السينما . قبل ذلك سأكلم أحمد شوقي في التليفون لأسال عن صحته , ولاقول له : إنني لن أكون في البيت هذا المساء . وعندما استقر رأيي على ذلك نهضت من الفراش . نظرت من النافذة و كان الثلج كما هو , لكنه فقد بريقه . ووسط الرصيف كان هناك ممر موحل منقوش بآثار الأقدام يشق الثلج المتصلب . و تحت الرصيف كانت أكوام أخرى من ثلج موحل كسحها الكناسون في الليل من وسط الطريق , وقدرت من طريقة لبس المارة القليلين و مشيتهم برؤوس محنية وايديهم في جيوب معاطفهم أن البرد شديد . تدثرت جيدا قبل إن انزل , ولكنني كنت أعرف أنه لا علاج لأهم شيء : الآنف و الآذنين . أحيانا أرفع الكوفية حتى آنفي لكنني أشعر باختناق وأشعر أيضا بالبرد في رقبتي . في الظروف العادية يفيد المشي السريع أو الجري , ولكن هذا مستحيل مع وجود الثلج على الأرصفة . بالرغم من ذلك كان لابد من النزول ,ففوضت أمري إلي الله . و من قبيل الاحتياط لبست جوربين ثقيلين و قررت آن أبدا بالمغسلة فحملت ثيابي في كيس و نزلت . كانت تلك المغسلة محلا للخدمة الذاتية , و فيها حوالي عشر غسالات . و في المحل موظفة واحدة تراقب سير الأمور و تبيع الصابون في أكواب لمن ليس لديه . وعندما دخلت كانت كل الغسالات مشغولة , و هناك سيدة عجوز من آهل البلد تجلس منتظرة على كرسى و إلى جوارها كيس ثيابها جلست أيضا على مقعد خال انتظر , ولكن تيارا خبيثا كان يتسرب من الفتحة الرفيعة بين ضفتي الباب الزجاجي , فقمت أخذت أتجول بين الغسالات . رحت انظر إلى عيونها الزجاجية الدائرية محاولا آن افهم من طريقة خض الثياب و درجة نظافتها آيها أوشكت آن تفرغ . من مكاني سمعت السيدة العجوز تقول بصوت حاد : سآخذ أول غسالة تنتهي . لم انظر أليها وواصلت تجولي بحثا عن الدفء دخلت لفحه من الهواء البارد و دخل معها رجلان أفريقيان يحمل أحدهما كيسا مملوءا بالثياب والآخر كيسا فارغا كانا يتكلمان لغتهما و يضحكان . توجها إلى إحدى الغسالات و كانت قد توقفت عن العمل بالفعل فادار أحدهما زرار التجفيف ووقفا ينتظران . مرة أخرى قالت السيدة العجوز بصوتها الحاد المرتفع : سآخذ أول غسالة تنتهي . كانت نحيلة طويلة الرقبة , لها عينان ملونتان خاملتان حدقتاهما رماديتان في جوف كل منهما دائرة كستنائية . و كان وجهها المعروق يلمع كأنه مدهون بالزيت . التفت أليها الأفريقي الذي يحمل الكيس الملآن و قال لها بلهجة رقيقة : حضرت هنا مع صديقي من قبلك يا مدام . واتفقت مع الآنسة إن اخذ غسالة عندما ينتهي هو . قال هذا و أشار للفتاة التي كانت تجلس إلى منضدة صغيرة فهزت رأسها تؤمن على ما قال . وقفت السيدة العجوز و تحركت نحو الفتاة و قد اتسعت عيناها و احتقن وجهها و قالت : ما معنى هذا انتظر كل هذا الوقت ثم يأتي من يأخذ دوري و زنجي أيضا ؟ احمرت عينا الأفريقي و تقدم منها خطوة و هو يقول بصوت خفيض – ماذا تقصدين بذلك ؟ تراجعت السيدة العجوز خطوة و قالت : في هذا البلد نحن نحترم النظام ,لسنا كالبلاد التي . قاطعها و هو لا يزال يقترب منها : لا يعنيني نظامك و لا بلدك , ماذا قلت ؟ تراجعت خطوة أخرى و هي تقول : ماذا قلت ؟ الست بالفعل زنجيا ؟ قال وقد اصبح وجهه في وجهها : بلى وآنا فخور بذلك , فقولي لي ماذا تقصدين ؟ قالت لك الآنسة أنني جئت قبلك , فما دخل زنجيتي بذلك ؟ قولي ماذا تقصدين ؟ جلست مكانها فجأة و قالت بصوت يكاد لا يسمع : لاشيء . فجأة مال الأفريقي بجذعه ألي الخلف و اخذ يقهقه و هو يقول : آذن فآنت لا ينقصك الأدب وحدة ولكن الشجاعة أيضا . الأدب و الشجاعة . جذبه صديقه من يده و هو لا يزال يقهقه و آخذا مرة أخري يتكلمان و يضحكان , فانفجرت السيدة العجوز مكلمة لا أحد . – على العموم, فأنا لا احب إن استعمل هذه الغسالة . قال الأفريقي الذي كان يجمع ثيابه من الغسالة و يضعها في كيسة متظاهرا أنة يبكى : ياللاسف .سأحزن جدا لذلك . نظرت السيدة العجوز للفتاة التي تجلس خلف المنضدة و قالت لها : ارأيت ؟ قالت الفتاة و هي تتطلع للسقف : لا شان لي بذلك التفتت العجوز تبحث عن شخص آخر تكلمه لكنها لم تجد سواي فأدارت وجهها نحو الباب الزجاجي و هي تتمتم و تهز رأسها : ماذا جرى لهذا البلد ؟ ماذا جرى لهذا البلد ؟ بعد أن انتهيت من غسل ثيابي , خرجت متجها إلي المتجر لأشتري أشياء الأسبوع . كان وجهي ملتهبا عندما خرجت من المغسلة , و مضت مدة قبل أن أشعر بالبرد وأضطر إلي ربط الكوفية حول أنفى وفى المتجر , بينما كنت أجمع علب الصلصة و الشاي و السكر , قابلت فتاة مكتب البريد .كانت تدفع أمامها عربة فيها باقة ورد و علب صابون و خضراوات . و لما التقينا تطلعت إلي و على فمها ابتسامة مترددة , فأدارت وجهي . 

 في البيت طلبت أحمد شوقي في التليفون أساله عن صحته فقال آن الحرارة هبطت و لكنه مازال يشعر بدوار . سألته آن كان الكتاب قد وصلة فقال انه تسلمه ألان و سيعيده آلي بعد آن يقراه قلت له : أنني لا احتاج إلى الكتاب ولا إلى آي أرواح طيبة آو شريرة و يكفى أشرار البشر . حكيت له ما دار في المغسلة و كنت منفعلا بعض الشيء . لكنه رد بهدوء و قال : ما أهمية ذلك ؟ آنا أعيش هنا من سنين و اعرف كيف ينظر آهل البلد آلي الأجانب , لكنني مدونـة خواطر وأحلاملا اهتم بذلك أبدا اعتبر أنني أتعيش في صحراء وان شقتي خيمة . خارج العمل لا أتعامل مع أحد أبدا ولا اعد آن هناك بشر .هذا هو الحل المثالي معهم . و ليست هذه هي المشكلة …سالتة : آذن فما هي المشكلة ؟ فقال : نحن المشكلة في داخلنا . لكنى لا اعرفها . ابحث عنها طول الوقت . لكني لا اعرفها . هل تعرف في تفسير الأحلام ؟ قلت : اجرب . قال : بالأمس حلمت أنني قابلت معاوية بن آبي سفيان . وأنني كنت أتوسط عنده للصلح مع سيدنا الحسين فغضب معاوية . وقال : ضعوه في السجن مع طه حسين . لكنني استطعت آن اهرب و ركبت تاكسي فوجدت نفسي في ميدان العتبة قلت له : أن الخلاف كان مع يزيد و ليس مع معاوية . فقال إلى بشيء من الغضب : اهو حلم آم حصة تاريخ ؟ ماذا تفهم منه ؟ فكرت .لكنني لم افهم شيئا . قلت له : ماذا كنت تفعل قبل الحلم ؟ قال : كنت أتمرن على الآلة الكاتبة الإفرنجي قلت : هل يلزم هذا لعملك ؟ قال : لا, ولكنه شيء مفيد . قلت له : إنني لا أتستطيع آن أفسر الحلم .فقال : لا يهم , هل عندك أخبار , قلت : لا في المساء , ذهبت إلى السينما . كان الفيلم لاترافيايا . وقفت في المدخل أنتظر خروج الحفلة و احتمى بدفء الزحام . كنت أتفرج على صور الفيلم . آري كيف تصور المخرج غادة الكاميليا وكانت كما احلم بها نحيلة , جميلة ,ذات عينين سوداوين واسعتين . سمعت صوتا من خلفي : هل تسمح ؟ التفت و كانت هي مرة أخرى بطابع الحسن في خدها . كانت تمسك سيجارة و تقربها من فمها , و قالت : هل تسمح بان تشعل لي السيجارة ؟ كانت تلبس بلوزة بيضاء من الصوف الثقيل عالية الرقبة و بنطلونا وبدا وجهها الخالي من المساحيق متوردا جدا و مرتبكا . كانت طفلة اكثر من آي وقت , وبدا لي غريبا أنها تمسك سيجارة . ابتسمت و هي تحرك السيجارة بين أصابعها بسرعة . وقالت : قررت آن أواجهك قالت لها بدهشة : هل نحن في حرب ؟ فقالت : لا , لاتهتم هل ستدخل الفيلم ؟ قلت : نعم . قالت : تحب لاترافياتا ؟ قلت : اعتدت آن اسمعها في أوبرا القاهرة .سالت : في القاهرة أوبرا؟ قلت : نعم . استمرت تحرك السيجارة بين أصابعها في عصبية , ثم قالت هل لديك مانع آن نتكلم قليلا بعد الفيلم ؟ قلت : ساكون هنا . بعد الفيلم كانت موسيقى فيردى تملؤني وذلك الحزن الرقيق الذي عرفته من أول مرة قرأت فيها غادة الكاميليا , والذي يعاودني كلما شاهدت قصتها . عندما خرجت من الفيلم كانت مع أن مارى إحدى صديقاتها عرفتني بها فتطلعت آلي بفضول ثم صافحتني و انصرفت سرنا في الطريق البارد الذي كاد يصبح خاليا بعد آن تفرق الخارجون من الفيلم و كانت غادة الكاميليا لاتزال تملؤني . قالت : تبدو حزينا . قلت : نعم .فقالت وآنا أيضا . تذكرت بيتا من الشعر يقوله هاملت عن الممثل الذي يبكي على مأساة بطلته : من تكون له , و من يكون لها ,حتى يبكى عليها ؟ ثم راحت تهز رأسها و تقول : من تكون غادة الكاميليا لنا , و من نكون لها , حتى نحزن عليها كل هذا الحزن ؟! قلت : أكثر حقيقية من الناس الحقيقيين و غلبني البرد فسألتها : هل تقصدين مكانا محددا ؟ قالت : لا . فجلسنا في اقرب مقهى . كنا نجلس متقابلين ألي منضدة صغيرة و أمامنا كوبا الشاي الساخن , فقلت لها و أنا ابتسم : ها أنت ذي تواجهينني , فما المسألة ؟ ابتسمت هي أيضا و قالت : كان الآمر يحتاج شيء من الشجاعة , هذا كل شيء . لم أتعود آن أتكلم ألي الأجانب . ثم أضافت بسرعة : أقصد الأشخاص الذين لا اعرفهم . ضحكت ضحكة صغيرة , وقلت : أنا لست خجلا لأني أجنبي . فانحنت على كوب الشاي و قد احمر وجهها و قالت : بالطبع ..بالطبع و لماذا تخجل ؟ ثم رفعت رأسها و نظرت ألي و ازداد وجهها احمرارا و هي تقول : أرجوك ألا تسيء فهمي . كان آبي قسا بروتستانتيا , و قد علمنا آن نحب المسيح وان نحب كل الناس في المسيح ..أنا لست كالآخرين . قلت : هذا واضح . و لكن ألا تهتمين قليلا لان هؤلاء الزبائن يراقبونك و آنت تجلسين مع رجل أجنبي , و رجل ملون أيضا ؟ قالت و هي لا تزال تثبت عينيها الزرقاوين في وجهي مطلقا .. ثم أضافت بصوت خافت : و هذا ما يحيرني - ما هو ؟ - شيء يحدث . لا أتستطيع آن أصفه . ربما تستطيع آن تساعدني . سكت و بدأت ارشف مدونـة خواطر وأحلامالشاي منتظرا آن تواصل الحديث و لكنها توقفت عن الكلام أيضا . و بدأت تشرب الشاي في صمت و هي تثبت نظرتها في المنضدة آلتي تفصل بيننا . ثم قالت فجأة بصوت خفيض و كأنها تبذل جهدا للكلام : أرجوك آن شئت أن تحدثني عن نفسك . من أنت ؟ و من أين ؟ أنا كما ترى من هذا البلد . أعمل في مكتب البريد . مات أبى و أعيش مع أمي . أحب السينما و أحب الموسيقى و القراءة . فمن آنت ؟ و ماذا تعمل هنا ؟ . قلت لها : من آنا و ماذا اعمل هنا . قالت : وذلك الكتاب الذي أرسلته من عندي بالبريد . ذلك الكتاب ذو الغلاف المزخرف ,ما هو ؟ . قلت لها : آنا أسمى ماجد العسال شاب مصري . مسلم .وحيد في هذا العالم الغريب اعمل في مكتب قطع غيار سيارات نقل ثقيل احب الناس احب الشعر احب الموسيقى احب مساعدة الناس اكره الغرور إنسان بسيط لغاية . أحب الرياضة ... حاصل على بعض الالقاب فى التايكندو فى مصر وهولندا ... ابتسمت ثم قالت : وحيد . قلت لها . نعم الوحدة شعور داخل جدار القلب ... قالت : وما هو الشعور بالوحدة من وجهة نظرك .. قلت لها : عشان انا اجنبى فى بلد غريبة ... لا .. الوحدة ذلك الشعور الذي يتسلل لداخلك فجأة، فتجدين نفسك أسيرة وحدة لا يخففها ضجيج العالم، شريكك الوحيد فيها هو الإحساس بفراغ لا تعرفين كيف ستتوافقين معه. من منا لم يشعر بالوحدة يوماً، فرغم كل العلاقات الأسرية والاجتماعية يبقى شعور الوحدة مصراً على تملكنا بين الحين والآخر، بعضنا يفضل الانزواء مستسلماً لمشاعره هذه،والبعض الآخر يبحث عن وسيلة ما للخروج من دائرة الوحدة، صدقينى مهما كان الإنسان فانه يحس الوحدة حتى لو كان بجواره كل الناس آم عن الكتاب . كتاب عن الصوفية . صعب آن أشرح لك . أناس يعتقدون أن القلب هو الذي يفهم , لا العقل . يمرنون أرواحهم لكي تصفو قلوبهم . مثل الرهبان . ليس تماما . ولكن في الواقع لا أتستطيع آن اشرح . لم أقرا كتبهم ولا أفهمهم كثيرا . وآنت ما أفكارك ؟ سكت . استأنفت هي الكلام , و قالت : في وقت من الأوقات تمنيت آن اعتنق الكاثوليكية وان اصبح راهبة أحببت أيضا القدس فر انسوا الاسيسي الذي كان يحب الفقراء و المرضي . في الواقع آني احتفظ بصورته في غرفتي برغم آن آمي لا تحب ذلك . ثم رجعت آلي للخلف فجأة و قالت : هذا العالم يمرضني . لا فائدة , حاول ناس كثيرون و لكن لا فائدة . نفس الغباء في كل العصور . نفس الكراهية و نفس الكذب و نفس التعاسة . فكرت أيضا في آن اذهب آلي أفريقيا , ربما أساعد آنسانا واحدا , فكرت .. توقفت فجأة عن الكلام . طفرت حبات من العرق في جبينها فمسحتها بيدها ووضعت يدها على عينها و قالت و هي مغمضة العينين : معذرة اشعر آني ضايقتك .. رأيت و وجهك يتغير عندما سألتك عما هي أفكارك , فأرجو آن تسامحني , لا أريد آن أتطفل عليك . قلت : لا أهمية لذلك . في الواقع كانت عندي أفكار فيما مضى , لكني ألان نسيتها . في بلدي لم يكن أحد يحتاج أليها ولا آلي . فقررت آن آنساها . نسيت أشياء كثيرة . ولكنك قلت أنني يمكن آن أساعدك , كيف يمكن آن أساعدك ؟ و قلت لي آن شيئا عنى يحيرك , ما هو ؟ رفعت يدها من على عينها و ظلت تنظر آلي فترة و رموشها تختلج , ثم قالت بلهجة عادية : هذا الشيء هو آني أراك كثيرا جدا . في كل يوم تقريبا مرة آو مرتين . قلت لها : و ما الغريب في ذلك ؟ ما الغريب إذا كنا نسكن في نفس ألحي و نركب نفس الأتوبيس في نفس الموعد ؟ قالت باللهجة العادية ذاتها : لاشيء غير أنني أراك أيضا عندما لا أراك . اشعر قبل آن أقابلك بأنك موجود , وعندما ارفع عيني أجدك هناك . أحيانا أتخيل هذا فحسب ولا تكون هناك و لكني أكاد المسك قلت وآنا أحاول آن ابتسم : ربما كنت تحبينني ؟ فقالت دون آن تبتسم : لا . ثم حولت عينيها وقالت : سامحني .. في الواقع آني أكرهك . ثم نظرت آلي كان وجهها محتقنا , و عيناها محمرتين و قد غادر ملامحها كل جمال . تطلعت آلي عينيها . وكانت بالفعل تكرهني 

 في الأسبوع التالي أيضا ذهبت آلي العمل و عدت آلي البيت . هبط ثلج جديد و اشتد البرد. ذهبت مرة آلي محمد مطر في مكتبة و قلت له : هذه الحياة تحيرني , فأرجوك آن تعلمني شيئا .. قال : كيف أعلمك و آنا لا اعلم ؟ افعل مثلى . دع روحك تتفتح . يوما ستكتشف آنت و سأكتشف آنا خلف هذه الصحراء تلك الأزهار الموعودة آلتي لا حد لجمالها . قلت له : هذا الكلام يخيفني ولا يعزيني . أريد شيئا محددا . كيف وصلت آنت آلي هذا التوازن و السلام ؟ قال : ألغيت إرادتي و سلمتها لصاحب الآمر . و لم يكن ممكنا آن نواصل الحديث . كلمني احمد شوقي في التليفون عدة مرات . لم يذكر شيئا عن الكتاب لكنة قال لي ذات مرة أنة قرر آن يستقيل من البنك . وفى هذه الفترة كثرت الأحلام عند احمد كان هناك شيء يتكرر بكثرة في أحلامه : أنة يتعلم عزف الكمان . في أحد الأحلام ضاع منه القوس الذي يعزف به و اضطر آلي آن يستخدم مسطرة ليواصل العزف . وفى حلم آخر كانت هناك لجنة ستمتحنه و لكن زجاجة الدواء الذي يساعده على العزف انكسرت و كانت جميع الصيدليات مغلقة فأراد آن يعتذر آلي اللجنة و لكنة لم يجد الحذاء فدفعوه آلي المسرح دون حذاء , وهكذا . وفى نهاية الأسبوع دعتني أن مارى آلي بيتها لترد لي دعوة الشاي كما قالت وقد كنا قد التقينا في الصباح عدة مرات على محطة الأتوبيس و تبادلنا الحديث . طلبت منى آن اغفر لها صراحتها في ذلك اليوم . طلبت آن انظر للمسالة مدونـة خواطر وأحلامعلى أنها تعانى من أزمة نفسية لا علاقة لها بي . والواقع أنها كانت تحب واحدا من مواطنيها و لكنه تركها منذ شهور . سافر آلي الخارج بعد آن كانا قد اتفقا على الزواج , و من هناك بعث أليها اعتذارا . قالت انه كان يمكن آلا يعدها بالزواج و أنها كانت ستحبه و تبقى معه برغم ذلك . ولكن آن يعد وعدا لم يرغمه عليه أحد ثم ينكثه فهذا في الواقع هو ما يمرضها . و هي تكاد آن تكون سعيدة لأنها تخلصت من شخص بهذه الأخلاق في الوقت المناسب . ثم تكلمت عنى . قالت أنها تحاول آن تنظر للمسالة بمنتهى الموضوعية . كأنها لا تتكلم عنى آو عنها و لكن عن بشر آخرين , و ترجو آن أسامحها . هل تكرهني لأنها رأتني في هذه الظروف ؟ هل اذكرها بذلك الشخص الآخر الذي أصبحت ألان تكرهه ؟ ولماذا ؟ هل لان في شيئا يشبهه ؟ ما هو ؟ هل لأنه سافر للخارج مثلا ؟ هي تعرف آن المسالة معقدة جدا و ستفهم تماما إذا رفضت آن أساعدها , بل وستعتذر لي و تشكرني لآني وافقت على آن استمع أليها . آما آن شئت آن أساعدها , فسيكون هذا كرما بالغا منى , و ستقدر لي هذا الجميل . 

 في نهاية الأسبوع التقينا على محطة الأتوبيس كانت سحب داكنة تغطى السماء و تجعل النهار معتما , و كان الثلج راكدا على ألا رصفه و شرفات البيوت . وجاءت أن مارى في الموعد ترتدى كالعادة بنطلونا و جاكتة بيضاء من الصوف تضع يديها في جيبيها , وتربط كوفية حول رقبتها لم أرها أبدا تلبس معطفا آو فستانا . وبدت هي تتقدم منى بخطواتها المترددة نحيلة و ضئيلة و شعرت نحوها بإشفاق غريب . قادتني آلي بيتها . كانت تسكن عمارة قديمة ذات شرفات من حديد مقوس مشغول . كثيرا ما مررت أمامها في الصيف , ووقفت أتأمل شرفاتها الرقيقة و هي موشاة بزرع اخضر وزهور حمراء كبيرة ألان كانت الشرفات عارية وقد تكومت نقط الثلج على الأجزاء المحدبة من قضبان الحديد المقوس المتوازية . لم نكد نقول شيئا حتى وصلنا آلي شقتها , ولكنها و نحن نصعد السلم غمغمت باعتذار لأنة ليس هناك مصعد و هي تسكن في الدور الثالث فتحت الباب بمفتاحها و في مدخل الشقة كانت هناك ستارة بيضاء عبرناها فدخلنا آلي صالة فيها مناضد صغيرة تعلوها دمى و تماثيل خشبية صغيرة على مفارش بيضاء مطرزة كانت المفارش ناصعة البياض و المناضد الصغيرة و التماثيل آلتي تعلوها موضوعة في أبعاد متناسقة تماما وسط زهور عافية و معتنى بها . كانت زهور قرنفل كبيرة بيضاء و حمراء ووردية . و على جانبي الصالة كان هناك دولابان خشبيان بضلف زجاجية لها ستائر من الدانتيلا , و يزدحمان بالكتب ووسط الدولابين بالضبط مائدة خشبية مستطيلة تجلس أليها سيدة ذات شعر ابيض معقوص تلبس نظارة كبيرة العدسات و تقرا مجلة . قالت أن مارى : هذه أمي . ثم تقدمت منها و قبلتها في جبينها و قالت بصوت عال : هذا هو ..هزت رأسها و ابتسمت , وقالت صباح الخير يا سيدي فقلت : صباح الخير . قالت أن مارى : ارفع صوتك إنها لا تسمعك جيدا . جلست على كرسي بجوارها و ظللت ساكنا بينما كانت هي تحني رأسها و تتطلع إلي مبتسمة بعينيها الزرقاوين الصافيتين اللتين ورثتهما أن مارى . تطلعت إلى طويلا من خلف العدستين الكبيرتين المنزلقتين على انفها ثم قالت : من أفريقيا ؟ هززت رأسي , فأشارت آلي قناعين سوداوين مرشوقين في الحائط يتوسطهما صليب خشبي و قالت : أحب النحت ألافريقى . ضمت أصابعها البيضاء المتغضنة و أخذت تهز قبضتها و هي تقول : فيه القوة . ثم فتحت راحتها و حركت يدها حركة متموجة و قالت : و فيه أيضا رشاقة و نعومة , ثم سألت : من أين في أفريقيا ؟ قلت بصوت مرتفع أنا من مصر . رفعت حاجبيها مندهشة قليلا , وقالت : مصر ؟ تمنيت دائما آن أزورها , ذهب زوجي إلي مصر سنة . في سنة .. لا أذكر . لم نكن قد تزوجنا بعد , ولكني مازلت محتفظة بالصور . اعتمدت بيدها على المائدة و همت بالنهوض غير أنها توقفت لحظة لتقول : و لكني اذكر أن زوجي قال لي : انهم في مصر يجيدون السحر . قلت بدهشة : السحر ؟! فهزت رأسها . قلت وأنا أحاول أن أضحك : ربما كان ذلك أيام سيدنا موسى . فقالت و هي لا تزال تعتمد بيديها على المائدة : شاهد زوجي أشياء . فقلت : ربما . نهضت من مكانها بصعوبة وفى هذه اللحظة عادت أن مارى تحمل ثلاثة أكواب من الشاي على صينية , و قالت بصوت مرتفع : يكفى هذا يا ماما . فقالت أمها بنوع من الاحتجاج : ولكني أريد آن يرى هذا السيد الصور . و سارت ببط محنية الظهر آلي أحد الدواليب و فتحته . قالت أن مارى باعتذار و هي تضع أكواب الشاي على المائدة : إنها لا تخرج كثيرا و عندما ترى أحدا لا تكف عن الكلام . فقلت : لا يضايقني هذا . و كانت أمها ألان تكلم نفسها و تقول أين ذهب ؟ أين يمكن آن يكون قد ذهب ؟ كان دائما هنا حملت أن مارى كوب الشاي الموضوع في حامل معدني و قالت : تعال . لنذهب آلي غرفتي فحملت كوبي و تبعتها كانت غرفتها صغيرة و مرتبة أثاثها حديث و بسيط على عكس الصالة , و تشغل الحائط أرفف عليها كتب كثيرة . و كانت تتوسط أحد الأرفف زهرية طويلة من الكريستال فيها زهرة واحدة بيضاء كبيرة و على الحائط كانت صورة القدس فر انسوا برأسه الحليق في الوسط و كان اللون الأبيض في كل مكان , المفرش و غطاء السرير و مدونـة خواطر وأحلامستائر النافذة الدانتيلا . و حين فتحت أن مارى ستارة النافذة ظهرت في الخارج شجرة أرز تكوم الثلج على غصونها العريضة الخضراء آلتي تشبه كفوفا مبسوطة , و من حولها أشجار تتشابك غصونها العارية المطلية بالجليد . جلست أن مارى على كرسي صغير بجانب النافذة ووضعت راحتيها بين ركبتيها المضمومتين أخذت تتطلع آلي الخارج . قلت لها , وكنت لا أزال واقفا عند الباب و كوب الشاي في يدي : المنظر جميل جدا من النافذة . تطلعت آلي مبتسمة وقالت : شكرا لم لا تجلس ؟ و أشارت آلي مقعد مستدير بدون مسند أمام مرآة صغيرة . جلست تكاد ركبتي تصطدم بركبتها و رحنا نتطلع من النافذة و نحن نرشف الشاي . قالت دون آن تنظر في وجهي : بالأمس حلمت بك . قلت : آنا آسف ثم ضحكت . قالت وهى تسدد آلي نظرة ثابتة : لماذا أنت آسف ؟ و لماذا تضحك ؟ ما الذي يمكن آن أقول عندما تخبرينني بهذه اللهجة الحزينة أنك بالأمس حلمت بي ؟ هزت رأسها و قالت : أول أمس أيضا حلمت بك . حلمت آن صقرا مدونـة خواطر وأحلامكبيرا يضرب نافذتي بجناحيه و يتطلع آلي بغضب و هو ينقر الزجاج محاولا آن ينفذ منه ثم جئت أنت فاحتضنك الصقر بجناحيه . صحوت من النوم و كنت ابكي . لم اضحك و نكست رأسي . قالت بهدوء : ماذا تفعل لكي يحدث هذا ؟ رفعت رأسي بدهشة وآنا أكرر السؤال : ماذا افعل لكي يحدث هذا ؟ نعم أنت تعنين هذا السؤال ؟ تعتقدين أنني يمكن أن أفعل شيئا يجعلك تحلمين بي؟ ضحكت أن مارى بعصبية و مدت يدها آلي فآخذت كوب الشاي الفارغ , ثم قامت و خرجت . خارج النافذة حط غراب على شجرة الأرز أخذ يطير متخبطا بين الغصون و هو يبحث عن غصن لا يغمره الثلج و حين و جده فرد جناحي حداده الأبدي وراح ينفضهما , ثم انكمش . رجعت أن مارى , أغلقت باب الغرفة وقفت بجانبي ثم قالت : فيم تفكر ؟ لو قولت لك , ستضحكين . إذن أرجوك قل . أتمنى أن اضحك يحزنني آن الغراب على تلك الشجرة تعيس . و يحزنني أن يكره الناس في العالم كله الغراب, مع أنني لم اسمع أنة آذى آنسانا تحزن للغراب , و تحزن لغادة الكاميليا ؟! آلا تهتم بآمرنا نحن البشر من لحم و دم؟! كففت عن ذلك منذ زمن . آما آنا فيحزنني آن تنهزم في هذا العالم الرقة و الحساسية وان ينتصر الشر . يحزنني آن تموت غادة الكاميليا لأنها أحبت و ضحت و لكن يحزنني أيضا آن اعلم آن في هذا الدنيا جوعي فقراء لا يجدون طعاما و مرضى فقراء لا يجدون دواء آو إذا وجدوا الدواء فان الموت يخطفهم دون مسوغ يحزنني الموت بصفة خاصة . و كل ذلك كان يحزنني ذات يوم و غيرة كثير و متى فقدت اهتمامك بهذا كله ؟ لا اذكر بالضبط ربما منذ جئت آلي هنا . ربما قبل ذلك بقليل , و عندها قررت آن آتى آلي هنا . وآذن فآنت ألان تبشر؟ بالفناء,بالعدم؟ ولا حتى بهذا . ظلت تتطلع فترة من النافذة في صمت , ثم قالت بلهجة مختلفة و هي تشير آلي شجرة الأرز : أظن آن هذه الشجرة في بلدكم فقلت : لا , ولكن في ناحيتنا . قالت : بعد آذنك . يتعبني نور النهار الكابي الذي يشبه الليل . افضل الكهرباء . ثم أسدلت الستار فأصبحت الغرفة شبة معتمة ,لكنها ظلت تقف بجانبي ووجهها آلي النافذة ثم قالت بصوت خافت هل أنت واثق بأنك لا تستطيع مساعدتي ؟ مددت يدي و أمسكت يدها القريبة منى . كانت باردة كالثلج فآخذتها بين راحتي .انحنت وركعت على ركبتيها بحيث أصبحت تواجهني و قالت بصوت خافت : من أنت ؟ و ما معنى هذه الأحلام ؟ و لماذا تلازمني ؟ قلت : من أنت ؟ ولماذا ظهرت في حياتي ؟ و ماذا تريدين منى ؟ اقتربت منى و هي تزحف على ركبتيها , ثم قبلتني في جبيني . كانت شفتها باردة كالثلج فامسكتها من كتفيها و قلت : ليتني أتستطيع آن أساعد نفسي و لكنها فجأة و بحركة سريعة جدا و هي لا تزال راكعة أمامي خلعت بلوزتها الصوفية و خلعت حمالة صدرها و دفعت نفسها في صدري و هي تحيطني بذراعين متشنجتين , و قالت : هيا آن كان هذا هو ما تريد فهيا هاهو السرير أبعدت ذراعيها عنى بقوة و خرج صوتي مختنقا و آنا أقول : لا ليس هذا هو ما أريد , ربما تكونين جميلة . أنت بالفعل جميلة و لكنى لم أرك أبدا اكثر من طفلة . ثم قمت والتقطت بلوزتها الساقطة على الأرض و أعطيتها لها . تناولتها من يدي و قامت فجلست على طرف السرير ثم كومتها واخفت فيها وجهها و آخذت تبكى في عنف وجسمها كله يرتعش و هي تردد آذن قل لى .قل لي أرجوك ماذا تريد ؟ ماذا تريد ؟ ما أريد مستحيل ما هو ؟ أن يكون العالم غير ما هو . و الناس غير ما هم .قلت لك ليست عندي أفكار و لكن عندي أحلاما مستحيلة وما شأني آنا بذلك ؟ لماذا أتعذب آنا ؟ و كيف افهم آنا ؟ ما الذي أستطيعه ؟ قولي لي و سافعلة . أتحبين آن اترك هذا ألحي ؟ هذه البلد؟ هل سيساعدني هذا ؟ و كيف اعرف ؟ آن كنت لا افهم كيف أساعد نفسي فمن أين لي آن افهم كيف أساعدك ؟ مدت ذراعيها تبحث عن أكمام بلوزتها ثم لبستها ببط وظلت لفترة تجلس على طرف السرير صامتة متهدلة الكتفين ثم قالت بصوت خفيض : ألان فهمت كل شيء نعم ألان آري كل شيء و لكن ما اشد هذا الحزن . ماذا فهمت ؟ قالت بنفس الصوت الخفيض : هذا سرى ثم مدت يدها و هي لا تزال جالسة و ضغطت زرا بجانب السرير فأضاء الغرفة نور كالمفاجأة تطلعت آلي و قالت : أرجوك آن تسامحني ثم حاولت آن تبتسم و هي تقول : في كل مرة أقابلك فيها اضطر آلي آن اعتذر لك و لكن أعدك آن هذا لن يحدث بعد ألان . كانت عيناها محتقنتين ولكن وجهها كان شاحبا جدا . و عندما خرجنا من الغرفة كانت أمها تجلس في مكانها آلي المائدة و هي تقلب في البوم سميك و لما رأتني قالت بلهفة تعال يا سيدي وجدت الصور. توجهت أليها كانت صورا قديمة تلك الصور المائية آلتي يبدو فيها الداكن بنيا و الفاتح رماديا كانت لمعبد الكرنك و الدير البحري و الأهرامات ولكنها أشارت آلي واحدة فيها رجل يجلس على سنام جمل يبرك على الأرض أمام الهرم كان الرجل مستدير الوجه يلبس سترة داكنة ياقة بيضاء و كان يبتسم و إمامة رجل يقف ممسكا بمقود الجمل و يلبس جلبابا ويبدو ذراعه النحيل من كم جلبابه الواسع تطلعت آلية و آلي شاربة الذي يعلو فمه الواسع . آلي وجهه المقطب الحزين كان يشبه آبي قلت للعجوز : هل اخذ هذه الصورة ؟ رفعت رأسها آلي و قالت و هي تثبت نظرتها في وجهي دون آن تبتسم آنا أفهمك . أفهمك تماما ثم أغلقت الألبوم فجأة وقالت : معذرة لا يمكن آن تأخذ هذه الصورة وكانت أن مارى تقف هناك شاردة لا تتابع حديثنا تعتمد بيدها آلي المائدة . 

 في الأسبوع الثالث ذاب الثلج ولكن بقيت بعض أكوام منة كالرمل بحذاء الرصيف و ظلت الغيوم في السماء و ظل نور النهار ضعيفا . و في هذا الأسبوع قال لي محمد مطر بقلق أنني ازداد نحولا يوم بعد يوم و أنني يجب آن آري طبيبا قلت له أنة يستطيع آن يساعدني افضل من آي طبيب لو شرح لي كيف افهم هذه الدنيا قال لي طبيبك أنت و لكن لا تقاوم قلت له : ليس هذا الكلام الذي يساعدني .. فهز رآسة في حزن . استدعاني رئيسي في العمل أيضا و قال لي الشيء نفسه قال آن صحتي " بسيطة تماما " وأنة يمانع في إعطاء الإجازات هذه الأيام بسبب ضغط العمل و لكنة لن يرفض إذا طلبت لأنة لا يريد آن يفرط في شكرته و قلت له أنني لا احتاج آلي إجازة اتصل بي أحمد مرة في منتصف الأسبوع و قال أنة يطلبني كثيرا ولا يجدني فأين اذهب في المساء ؟ قلت اخرج أتمشى قال :في هذا البرد ؟! قلت : نعم لم تظهر أن مارى على محطة الأتوبيس في آي صباح ذهبت مرة آلي مكتب البريد قبل آن اتوجة آلي العمل و لكنها لم تكن هناك أيضا و حلمت بها ذات ليلة و كانت في الحلم طويلة الشعر تجرى على شاطئي البحر و هي خائفة و كأن شيئا يطاردها و عندما استيقظت كان العرق يغمرني و كنت اشعر بشيء من الخوف 

 قرب نهاية الأسبوع اتصل بي أحمد في التليفون و كان منفعلا قال أنة فعلها أنة فعلها أخيرا و استراح قال أنة كان يعتقد آن كل ما يشكو منة الصداع الأرق الكوابيس نوبات البكاء كلها ترجع آلي موجات الكهرباء و لكنة كان مخطئا سألت آي كهرباء ؟ فقال آلا تعرف أنة في هذا البلد توجد أعاصير كهربائية في أيام معينة تؤثر على المخ ؟ قلت له أنني لم اسمع بذلك من قبل فقال : نفسي حقيقة آلا ترى آن كل الناس يتصرفون تصرفات غريبة ؟ قلت له : أنني مندهش لأنني أراهم مع ذلك أذكياء في تدبير أمورهم ناجحين في أعمالهم أثرياء و صحتهم جيدة فهل الكهرباء تصيب أجزاء معينة من المخ و تترك أجزاء أخرى ؟ هل تصيب أناسا و تترك آخرين؟ قال أحمد و هو لا يزال منفعلا : أنت تنظر آلي الأمور من السطح كل نفسي الأشياء لعب من الكرتون البيوت العالية و المصانع الهائلة و الطائرات السريعة و المقابر ذات التماثيل و الأزهار كل هذه لعب من الكرتون لا تخدع سوى الأطفال انظر آلي الداخل و لن تجد سوى خرائب انظر لمن يكلمون أنفسهم في الطرقات لمن يجلسون في المقاهي يحدقون بنظرات كعيون الأسماك الميتة انظر لهذه الوحدة و الجنون و الكراهية ما الذي يرغمنا على ذلك ؟ هذا الكون رحب ورائع لكننا ندفن أنفسنا في جلودنا تعمى عيوننا عن النعيم الحقيقي و الفرح الحقيقي . فلماذا لا افتح عيني ؟ لماذا لا افعل مثله؟لماذا لا أقرا الكتاب؟ سألت ماذا سيفعل ألان فقال أنة استقال من البنك و أنة ينوى آن يعود آلي مصر و ينصحني آن أعود معه نبني بيتا في مكان ما في الصحراء خلفنا الخلاء و أمامنا البحر و فوقنا السماء نعيش بعيدا عن التكالب و عن الزحام و عن شجار الأطفال الدنيويين الذين لم يعرفوا نضج العقل المجرب ولا براءة العمر البكر نعيش ما بقى من عمرنا فرحة حقيقية في ذلك النعيم السماوي شكرته و قلت له أنني أتمنى له السعادة آلتي يريدها و أنني سأفكر لم انم جيدا في تلك الليلة و فكرت كثيرا في أن مارى في الصباح نزلت مبكرا قبل موعد العمل و توجهت آلي بيتها كان الصبح قد بدا لكن الشوارع كانت دامسة و أنوار الطريق لا تزال مضاءة رتيبت كيف سأعتذر لها في هذا الموعد المبكر بحثت في مكتب البريد و لم أتستطيع الاهتداء آلي رقم التليفون في الدليل فجئت لمجرد آن اطمئن عليها و لم اكن اعرف آن كان هذا السلوك يعد خارجا آو مقبولا في نظر آهل البلدة ضربت الجرس مرة لم يرد أحد هل يحتمل آن تكون قد خرجت في مثل هذا الوقت المبكر ؟ سافرت مع أمها بعيدا ؟ ما الذي يمكن آن يكون قد حدث ؟ خرج رجل من شقة مجاورة يحمل في يده حقيبة تطلع آلي بفضول ثم أدار المفتاح في باب الشقة و توجه آلي السلم لكنة لما راني اضغط الجرس مرة أخرى استدار و عاد آلي قال : اعتقد آن أحدا لن يفتح لك . منذ ماتت الآنسة و المدام مريضة . الآنسة أن مارى ؟ من ؟كيف ؟ قال الرجل آلا تعرف ؟ ربما كان يجب آلا أقول لك و لكن مادمت ستقابل المدام فربما يحسن . قلت مرة أخرى أن مارى ؟ كيف ؟ قال في حزن : الآنسة أنهت حياتها من شرفة البيت .. في قلب الليل كنا .. ولكن في تلك اللحظة فتح الباب . فتحته السيدة العجوز بثياب النوم , شعرها الأبيض مهوش حول رأسها و على كتفيها المحنيتين شال اسود و لما رأتني صرخت صرخة واحدة ورجعت للخلف .قالت : هل جئت ألان من أجلى آنا يا سيدي ؟ هل جاء دوري أيضا ؟ ثم أمسكت مقبض الباب و تهاوت على الأرض فرمى الرجل حقيبته و أسرع أليها و عدوت آنا عدوت على السلم و عدوت في الشارع و عدوت في المدينة . ولم اذهب للبيت لم اذهب آلي العمل لم اذهب آلي آي مكان . ولكنى في المساء كنت في الفراش هل كنت نائما آم كنت مستيقظا عندما خفق في الغرفة ذلك الجناح ؟ و هل كان صقرا آم حلما ذلك الذي رأيت ؟ مددت يدي كنت اسمع الحفيف و مددت يدي انبثقت أنوار و ألوان لم أر مثل جمالها و حفيف الجناحين من حولي و مددت يدي كنت أبكى دون صوت ولا دموع و لكنى مددت يدي ....

 سعـيد العـسال

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

My Heart



My Heart !



My heart is such a fragile thing 


It needs much tender care 


Don't let it fall or drop 


It will break and scatter everywhere



My Heart Said Elassal




The love that’s contained in lt 


Would fill many an empty heart 


Keep loving it my darling 


Fulfill it never let us part



My Heart Said Elassal




The past is now gone forever 


The future is so clear and bright 


I will dream of my sweet lovely lady


 When my head does lay on the pillow tonight



My Heart Said Elassal




So keep this heart in a safe place


 Where it can be free to grow 


With love of this sweet young lady 


The love of my life I know


My Heart Said Elassal


  Keep filling it with your love 


Never stop until runs over 


Keep loving it forever my darling 


And forever you will be my lover


My Heart Said Elassal


  Said Elassal

My Love And Me!


My Love And Me!







 She stands straight and beautiful

The fine lady that I love

I know she came from heaven

On the wings of a snow white dove



 Her beautiful long brown hair

Was woven by the angels up there

Her pretty blue eyes have won my heart

When she is with me I have not a care



 Some day in a life we will together be

So happy to be there forever

So seperation could there never be

In that life for my darling and me

 


Said Elassal

شارك مواضعنا مع أصدقائك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More